كيف تكسب القلوب



سوف نتكلم اليوم على فن من فنون التعامل مع الناس
وهو من أهم الفنون التي تساعد علي اكتساب حب و احترام الناس

فإن امتلاك قلوب الآخرين ليس بالأمر السهل، ولكنه كثيراً ما يكون محفوفاً بالمخاطر، فالناس محبون لذواتهم بالفطرة، وهذا الحب يجعلهم يهتمون بها أكثر من أي شيءٍ آخر، كما أنهم يتوقعون أن يمنحَهم الآخرون اهتمامًا يوازي هذا الاعتناء بالذات.ولحلِّ هذه المعادلة الصعبة، وهى اكتساب حبّ الآخرين، وفي نفس الوقت إشعارهم بحبِّنا لهم، فأن التعامل مع الناس وبناء عَلاقاتٍ جيدة معهم هو " فنّ له أصول وقواعد "، وهذه القواعد تجعل الأمر أشبه ما يكون ببناء ضخمٍ متماسك ومترابط، إذا اهتزت قواعد أيِّ جُزءٍ منه بات البنيان بأكمله مُهدَّدًا بالانهيار.

وهذه بعض القواعد التي تؤدي إلى كسب حب الناس ويسرني
أن أوجزها لكم في النقاط التالية

1
"إشعار الناس بأهميتهم"، وهو ما يعني أن تقنع نفسك بأن كل الناس مهمون، لأن أكثر الناس قدرةً على التأثير في الآخرين "هم أولئك الذين يؤمنون بأهمية هؤلاء الآخرين"، وهذا يتطلب الاستماع إليهم، وملاحظة ما يقومون به، وإبلاغِهم بالانطباعات الإيجابية، التي كونتها عنهم .

2
" اجعل شخصيتك جذابة "، و يمكن تحقيق ذلك من خلال التحدث في الموضوعات التي تهم الآخرين، وليس فقط الموضوعات التي تهمنا نحن، إضافةً إلى الثقة بالنفس، وعدم التردد، فالناس تنجذب دائماً نحو من يعرفون طريقهم وأهدافهم، و عند التحدث يجب الحفاظ على نبرةِ صوتٍ تُعبِّر عن الثقة، وصدق المشاعر، والتفاؤل، والمظهر اللائق.
3ولكي تكونَ شخصيتك جذابة فأنت تحتاج كذلك إلى مُتابعة الآخرين، وهم يتحدثون، وعدم الانشغال عنهم بالنظر إلى الأرض أو أي شيء آخر، وعدم التحدث بما يكرهون، والإنصات والصبر على الآراء والأفكار التي تختلف معهم فيها، وهو ما يُشعر الآخرين بالراحة والاسترخاء، فضلاً عن عدم رفع الصوت في الحديث، وعدم مقاطعة الآخرين، والغيبة والنميمة، والبحث عن مجالات الاهتمام المشتركة.

4
" محاولة إعطاءَ الناسَ انطباعٍ أوليٍّ جَيّد " عن أنفسنا وبسرعة، و إلا فإننا نخاطر بأن يتم تجاهلنا وعدم الاهتمام بنا، وبالتالي الخروج من قلوب الناس قبلَ النفاذ إليها، والتربع على عرشها،
وهذا الانطباع يمكن أن يتكوّن من خلال تبادلِ التحية، وإفشاء السلام، وبشاشة الوجه، وإرسال نظراتٍ دافئة وودودة، مُشبَعة بالتقدير إلى الآخرين؛ مما يجعلك تنفذ إلى قلوبهم.
لكن كل ذلك يبقى رهنًا بتقييمك لنفسك ، " فإذا كنت ترى نفسك فاشلاً فهذا يعني أن الناس سيعتبرونك فاشلاً، ويتعاملون معك على هذا الأساس " .


5"الصداقة السريعة"،
وهي اختراق قلوب الآخرين، والاستحواذ على مودتهم بسرعة، ومن النظرة الأولى، وهو ما يتطلب عدم الخشية و الخوف من أن يقومَ الطرفُ الآخر بصدِّك، فالأمر يحتاج إلى أخذ المبادرة، وأن تأخذ في اعتبارِك أن معظمَ الناسِ توّاقون إلى الوُدِّ والصداقة مثلك.
لكن في الوقت ذاته يجب أن تحذرَ من امتهان نفسك في سبيل الحصول على وُدِّ الآخرين.
6

كما ترغب أن تكون متحدثاً جيداً..فيجب عليك بالمقابل أن تحسن فن الإصغاء لمن
يتكلم لأن إصغائك له يحسسه بأهميته عندك فمقاطعتك له تضيع أفكاره وتفقده التركيز والسيطرة على حديثه وبالتالي
تجعله يفقد احترامه لك ..


7
" انتقاء الكلمات الجيدة"، حاول أن تنتقي كلماتك فكل معنى تجد له الكثير من المترادفات فاختر أجملها فالكلمات المُنتقاة تنقذ المواقف، وتنفذ إلى القلوب نفاذَ السهم الذي يعرف طريقه جيدًا، فيذوب القلب وصاحبه، وينصهر حبًّا بسبب كلماتٍ قليلة، كما عليك أن تختار موضوعاً محبباً للحديث وأن تبتعد عما ينفر الناس من المواضيع..
فحديثك يدل علي شخصيتك
ولذا إن لم تكن من أصحاب الكلمات المُنتقاة فعليك أن تحفظَ كلماتٍ جيدة لتستخدمَها عند الحاجة، وتُخطِّط لذلك جيدًا، خاصةً إذا كان لسانُك سريعَ الطلقات، مدفعًا رشاشًا لا يطلق إلا كلَّ سوء.
8
استخدام كلماتٍ دافئةٍ وبسيطة؛ حتى يصبحَ الحديث وُديًّا، وأن تترك الشخص الآخر يتحدث عن نفسه وإنجازاته، وألا تفرض نفسك وحديثك عليه، وعدم رفع الصوت دونَ داعٍ أثناءَ الحديث، ومراعاة الأوقات التي يكون فيها الصمت أكثر نفعًا أو أقلّ ضررًا من الكلام .

9

حاول أن تبدو مبتسماً هاشاً باشاً دائماً فهذا يجعلك مقبولاً عند الناس حتى ممن لا يعرفوك جيداً فالابتسامة تعتبر طريقة سريعة إلى القلب
بالإضافة إلى الثواب(تبسمك في وجه أخيك صدقة)

10

حاول أن تركز على الأشياء الجميلة عند من تتعامل معهم وتبرزها, فلكل منا عيوب ومزايا وإن أردت التحدث عن عيوب شخص فلا تواجهه بها ولكن حاول أن تعرضها له بطريقة لبقة وغير مباشرة كأن تتحدث عنها في إنسان آخر من خيالك .. وسيقيسها هو على نفسه



11
"جذب الآخرين نحو وجهة نظرك"
وذلك من خلال تقبل المعارضة لأنه من الطبيعي أن تصادفَ رأيًا مُعارضًا لك ، والتغلُّب علي هذا الرأي لا يكون بالتهديد والوعيد والسخرية، وإنما يحتاج ذلك إلى "الاستماع والإصغاء الجيد لما يعرض الطرفُ الأخر من وجهة نظر، ولا تقاطعه أثناءَ عرضه، وأعد عليه بعضَ النِقاط التي قام بعرضها ، وإذا انتهى اسأله إذا كان هناك ما يحب أن يضيفَه، واجعله يشعر بأنك مهتمٌ بوجهة نظره تماما".ثم بعدَ ذلك " ادرس كل النقاط التي عرضها الآخر، فسوف تجد بها بعضًا من النِقاط التي يمكن أن تلتقيَ فيها معه.
* اعترف بها وسلِّم بصحتها.
* وإن وجدت أن جميعَ ما يعرضه غيرُ صحيح وافقه على بعض النِقاط البسيطة، وغيِّر المهمة.
وعندها سيصبح لديه ميلٌ أكثر للتسليم بوجهة نظرك. وعندما تبدأ في عرض وجهة نظرك كن هادئًا، ولا تنفعل، ولا تهدد، ولا تلوِّح باستخدام القوة.
و إذا قمت بتغيير وجهة نظر الطرف الآخرلا تحرجه، وإلا سيُصاب بالعِناد، ولن يخرجَ عن وجهة نظره ".

12

حاول أن تكون متعاوناً مع الآخرين في حدود مقدرتك..
ولا تتدخل في شؤون الآخرين إلا عندما يطلب منك ذلك
حتى تبتعد عن الفضول

13

حاول أن تقلل من المزاح.. لأن المزاح ليس مقبولاً عند كثير من الناس, وقد يكون مزاحك ثقيلاً فتفقد من خلاله من تحب .. وعليك تخير الوقت المناسب لذلك


14
" امدحْ الآخرين واثنِ عليهم"
ـ فإن المدح والثناء، إذا كان صادقًا، فإنه "يُحدث سِحرًا في القلوب، فالجميع يستجيب له وتهيم روحه في السماء من فرط الرضا والانبساط"، ولكن يتطلب ذلك أن يكون مدحك صادقًا، وأن تعبِّرَ عنه بوضوحٍ وبلا تردد، وأن تخصَّ كل فردٍ يستحق المدح بالإشادة، وأن تبحثَ لدى الآخرين عن أشياء تستحق الثناء، كما أنه من الأفضل أن توجِّه المدح إلى الأشياء لا الأشخاص؛ كي تتجنبَ الحَرَج والزهو، الذي قد يصيب الممدوح

15
ابتعد عن التلون والظهور بأكثر من وجه.. وهذا ليس من أخلاق الإسلام وسيأتي عليك يوم وتتكشف أقنعتك


16
" انقُدْ وتآلفْ مع من ينقدك دون حرج"
وذلك ينقسم إلى شقَّين
الأول تقبُّل نقد الآخرين لنا
الثاني عن الأسلوب اللائق لنقد الآخرين
ونحن بحاجة إلى " النقد الإيجابي" لتقييم الذات، فاحرص عليه وابتعد عمن يلجأ إلى النقد السلبي؛ حتى لا تصاب بالإحباط والسلبية"، و"اطلب من الناس مقترحات يحبون أن يساندوك بها، واحرص على الإنصات لهم، والتفكر في مقترحاتهم، ونقدهم، واشكرهم على ذلك".أما فيما يتعلق بنقد الآخرين، فيجب أن يكون ذلك سرًّا بينك وبين الشخص – قدر المُستطَاع.
وأن يكون بالكلمة الرقيقة الطيبة، وأن يُركِّزَ على نقد العمل، وليس صانعه، وأن يكون رقيقًا في كلامه، وأن يتضمنَ النقدُ تقديمَ الحلول، كي لا يكونَ نقدك سلبيًّا بلا هدف، وأن يتم نقدُ الخطأ الواحد مرة واحدة؛ لأن تكرار النقد يدفع الآخر للعناد".
17

ابتعد عن التكلف بالكلام والتصرفات وتصرف على طبيعتك مع الحرص على عدم فقدان الاتزان .. وفكر جيدا بما تقوله قبل النطق به

18

لا تدعي أشياء ليست لديك, فقد توضع في موقف لا تحسد عليه,
ولا تخجل من وضعك حتى لو لم يكن بمستوى وضع غيرك فهذا ليس عيباً,
ولكن العيب هو الزيف والخداع عندما ينكشف


19

اختر الأوقات المناسبة عند زيارة الناس.. ولا تكثرها والأفضل أن تكون بدعوة,
ويجب مراعاة التخفيف عند زيارة أحد الأصدقاء أو الزملاء في منزله،
فقد يكون لدى مضيفك أعمالاً وواجبات يخجل أن يصرح لك بها
ووجودك يمنعه من إنجازها


20
لا تكن ملحاحاً في طلب حاجتك, ولا تحاول إحراج من تطلب منه قضاؤها,
وحاول أن تظهر له أنك تعذره في حالة عدم تنفيذها وأنها لن تؤثر على
العلاقة بينكما

21
حافظ على مواعيدك مع الناس واحترمها,
فاحترامك للمواعيد يدل على احترامك لهم..
وبالتالي سيبادلونك الاحترام ذاته


22
ابتعد عن الثرثرة وكثرة الكلام.. لأن ذلك سلوك بغيض ينفر الناس منك ويحط من قدرك لديهم


23

عليك بخلق التواضع- ولكن بغير ذلة – مهما بلغت منزلتك.. فهو من أجمل الأخلاق التي ترفع من قدرك وتجعلك تبدو أكثر ثقة بنفسك..
وبالتالي سيجعل الناس حريصين على ملازمتك وحبك


نصائح سريعة للوصول للقلب

·
عدم التحدث بصوتٍ خافتٍ في وجود الآخرين،

فهذا يُشعرهم بأنك تتحدث عنهم.

* واعترف بأخطائك ببشاشة،

* واجعل الناس يعرفون أنك تحبهم وأعلمهم بحبِّك وتقديرك،

* و لا تحتكر الحديث في الاجتماعات،

وعليك بالاعتدال في إظهار الحبّ والمودة،

ولا تغلق الباب في وجه صديقك، إذا ما حدث خلافٌ معه، بل اتركه ( مواربًا ) فقد تحتاج يومًا إليه،

ولا تُدخل أنفك في شئون من هم أعلى منك مقاما.

لا تجرح شعور الآخرين لمُجرّد إثارة الضحك ،

واحترم أفكار الآخرين ،

وشارك الناس أفراحهم وأحزانهم ،

ولا تفقد أعصابك في حالة الاستفزاز من الغير ،

ولا يصيبك الغرور إذا انتصرت ،

وأظهر انبهارك وتقديرك للهدايا حتى ولو كنت تأمل في هدية أفضل ،

وقدِّم الهدية للغير يحبوك ،

واجعل أصدقائك يشعرون بأنه يمكن الاعتماد عليك وقت الشدة ووسِّع - دائمًا - دائرةَ معارفك ،

وتجنَّب السُباب والثرثرة ،

وأعفو عن الزلات وكن سمحا ،

وتواضع للناس، فالناس تنفر ممن يستعلي عليهم ،

واسعَ لتنوع هواياتك واهتماماتك؛ لتتسع دائرة المعارف والأصدقاء ،

وإذا قدَّمت معروفًا لشخصٍ ما لا تنتظرْ منه مقابل ،

وعليك بالبساطة ، وعدم التكلف

تعليقات