حلقات برنامج مع التابعين
للداعية عمرو خالد
الحلقة 8: زينب بنت علي
تحدث الداعية عمرو خالد في هذه الحلقة لسيرة تابعية جليلة، تعد نموذجًا للمرأة العاملة الخادمة لأمتها وهي "زينب بنت علي بن أبي طالب"، حفيدة الرسول، صلى الله عليه وسلم، التي لُقبت بـ"أم العواجز"؛ حيث توفيت والدتها وهي في العاشرة، وأوصتها أن تكون بمثل الأم لإخويها الحسن والحسين، وقلبًا حنونًا على المسلمين، فكانت تطهو الثريد وتدعو المسلمين للطعام.
وتعد "زينب بنت علي" أول من أسس جمعية خيرية؛ حيث طلبت من والدها تأسيس منزلاً للعمل الخيري والتطوعي، ففتحت دارًا للعجزة والأيتام.
كانت "زينب بنت علي" شديدة الحنكة، حتى أن والدها وإخوتها "الحسن والحسين" كانوا يستشيرونها في كل الأمور.
تزوجت "زينب بنت علي" من عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وسافرت معه إلى الكوفة لتكون قريبة من والدها "علي بن أبي طالب"، وهناك عمل زوجها في التجارة، فطلبت منه أن يساعدها في تأسيس جمعية خيرية في الكوفة.
بعد استشهاد أبيها، عادت مع الحسن والحسين وزوجها إلى المدينة، ومات بعدها "الحسن" بستة أشهر.
ولما خرج الحسين لحرب يزيد، استأذنت زينب بنت علي زوجها أن تخرج معه في موقعة "كربلاء"، فأذن لها وأخذت معها ابنها "علي" وتركت بنتها "فاطمة".
وفي "كربلاء" توفي ابنها وأخوها الحسين، وتذهب زينب وهي تحمل "زين العابدين" وهو مريض لابن زياد، قائد جيش يزيد، فقالت له: "اعلم يا بن زياد أن الدنيا يوم والآخرة خمسين ألف سنة، فقال لها: "لكني قتلت أخاك"، فقالت له: "أما أنا فأصبر ويكفيني ما قال الله إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب".
خرجت "زينب بنت علي" من المدينة، وارتحلت مع زوجها إلى مصر، فاستقبلها المصريون استقبالاً مهيبًا، وفتحوا لها منزلاً، فأخذت منه غرفة وخصصت باقي الغرف للعجزة والمحتاجين.